Success stories of Palestinian achievers from all over the world
أبوغوش: تقنية جديدة لتشخيص السرطان

أبوغوش: تقنية جديدة لتشخيص السرطان

16-May-2017


قادت الصعوبات التي تعترض الأطباء الفلسطينيين في قطاع غزة لتشخيص مريضات سرطان الثدي، الباحث الفلسطيني محمود أبوغوش (24 عاماً)، إلى ابتكار نظام خاص يعمل على معالجة صور الأشعة الطبية "الماموغرافي"، والذي يهدف إلى تحديد نوع السرطان، سواء كان حميداً أم خبيثا.

ويمنح النظام، الذي عمل الباحث أبوغوش على تطويره طيلة الأشهر الماضية، القدرة للطبيب على الحصول على تقرير شامل يحتوي على توصيات محددة بأخذ علاج معين. بالإضافة إلى أنه يعطي للطبيب، مستخدم النظام، معلومات وافية عن عدد التكتلات والتكلسات السرطانية الموجودة في الثدي والتوقع بمدى خطورة الحالة.

ويعطي النظام الخاص الذي طوره أبوغوش، توصيات خاصة للطبيب تتمثل بإجراء عملية استئصال بعد التأكد من البيانات، بتحليل البيانات أو التوصية بالتصوير عن طريق أشعة "الألتراساوند"، كمكمل للتشخيص المتوفر عن المريضة لدى الطبيب.

ويقول أبوغوش، لـ "العربي الجديد"، إنه عمل على تطوير النظام الخاص بتشخيص صور الأشعة الخاصة بمريضات السرطان منذ أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، ولمدة تجاوزت ثمانية أشهر متتالية، تضمنت جمع معلومات وبيانات وإحصائيات وصور جرى دمجها وبرمجتها داخل النظام. 

وعن أبرز الصعوبات والعقبات التي اعترضته، يشير الباحث الفلسطيني في أمن المعلومات إلى صعوبة إقناع الجهات الرسمية بأهمية الدراسة في بدايتها، بالإضافة إلى قلة الأطباء المختصين في مجال تشخيص سرطان الثدي، وقلة الأجهزة الحديثة الرقمية الخاصة بالأشعة في غزة، عدا عن صعوبة جمع الصور الطبية ومطابقة البيانات مع سجل المرضى، نظراً لخصوصية بعض المعلومات.

ولفت الباحث أبوغوش، إلى أن دراسته والنظم الخاصة بها، تتميز عن غيرها بنوعيتها واستخدامها تقنيات وخوارزميات حديثة، مثل استخدام تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. 

وتعتمد الدراسة على نظام التوصية للطبيب، إذ إنها بعد التشخيص تعطي تقريراً طبيّاً، وعند وجود خطأ في التشخيص، يتم تصوبيه من قبل الطبيب المشخص، وإدخال معلومات ومعاملات جديدة للحاسوب لإجراء التحسين عليها، ويتم تأكيدها بإدخال الحالة مرة أخرى، والتأكد من صحة التشخيص. 

وعن إمكانية استخدامه كوسيلة تشخيص معتمدة، يؤكد أبوغوش أنه يستخدم خلال الفترة الحالية كمكمل في التشخيص، لأن النظام تحت التطوير والدراسة، ويعتمد على التعلم الذكي للمعلومات المدخلة، إذ إن نسبة الخطأ في التشخيص حالياً لا تتجاوز ثمانية في المائة. 

وحصل الباحث أبوغوش على تمويل مبدئي وصغير، لتغطية تكاليف الأجهزة الخاصة بمعالجة الصور، عدا عن الدعم المعنوي الذي قُدم من قبل وزارة الصحة والمستشفيات والمراكز والأطباء في قطاع غزة، بعد الحصول على نتائج مبشرة من قبل النظام الذي جرى العمل على تطويره. 

ويضيف أنه، خلال الدراسة، تم إجراء مقارنة لـ300 حالة مختلفة ومتنوعة، تشملُ حالات لا تعاني من السرطان، وحالات مصابة بالسرطان الحميد، وحالات مصابة بالسرطان الخبيث، بين حالات جرى تشخصيها من قبل الطبيب وتشخيص المختبر وتشخيص النظام. 

ويطمح الباحث أبوغوش إلى أن يتمكَّن، خلال الفترة المقبلة، من اعتماد نظام الدراسة الخاصة به بشكل كبير في التشخيص بالمستشفيات، بعد تطويره وتحسين نسبة دقة التشخيص، وأن تشمل جميع المستشفيات الفلسطينية المحلية، وصولاً إلى المشافي العربية والعالمية.

المصدر