Success stories of Palestinian achievers from all over the world
الشاب الغزي محمد حمدان...عاشق للطبيعة وصائد للأفاعي

الشاب الغزي محمد حمدان...عاشق للطبيعة وصائد للأفاعي

22-Sep-2020

 

ليس كل من سمع كمن رأى وجرّب، فالحذر كل الحذر من الاقتراب والمجازفة لدى التعامل مع الأفاعي لأنك ببساطة قد تفقد حياتك!

لكن الأمر مختلف مع محمد حمدان "27 عاما" من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الذي يخلد إلى النوم كل يوم وحوله الطيور والأفاعي والزواحف المختلفة، عددٌ من الحيوانات التي يهوى محمد تربيتها والعيش معها بشكل شبه دائم، ولكن هل يُمكن أن تكون الأفعى صديقة؟ أو أن تكون الأفعى حيوانًا جميلاً؟

خبرة من دون شهادة

حمدان قاده شغفه بحب الطبيعة والحياة البرية منذ كان عمره (12عامًا) حين رأى للمرة الأولى الأفعى في البرية، حينها دفعه حبه للطبيعة لملاحقتها والأمساك بها والعودة بها إلى المنزل، ليضعها داخل صندوق للأسماك، المغلق بشكل محكم، رغم إلحاح أبيه بأن هذا كائن مخيف وقد يلحق به الأذى، إلا أنه أصر على أن يتجاوز مرحلة متابعة برامج الحياة البرية من خلال شاشات التلفاز، إلى عيش التجربة في الواقع والتفاعل مع البيئة الحقيقية.

يتنقل الشاب الفلسطيني دائما بين حقل وآخر في جميع محافظات قطاع غزة، ممارسًا هوايته الصيفية، وسط الأجواء الحارة المغرية لخروج الأفاعي من جحورها، فالأفاعي تصنف من الزواحف ذوات الدم البارد، وبمجرد شعورها بالدفء تبدأ بالخروج من جحورها، عندها يبدأ محمد بصيد وترويض الأفاعي بكافة أنواعها.

بحذر وبخفة وبمهارة عالية، يصطاد "حمدان" هذه الزواحف الخطرة، حتى أنه بات يُعرف في مدينته والبلدات المجاورة لها بصائد الأفاعي، لتصل شهرته لكل بيت في منطقته، كما أنه يتلقى دائما اتصالات هاتفية، من السكان، طلبًا للمساعدة للتخلص من بعض الأفاعي في الحدائق المنزلية والأحياء السكنية.

الأفعى حيوانٌ جميل

يرفض حمدان قتل أي من الأفاعي. معتبرًا ذلك بمثابة إخلال بالتوازن البيئي. يقول: "الأفاعي جزء من الطبيعة، كنت أمتلك العام السابق أكثر من 75 أفعى، أضعها في صناديق شفافة بين الأزهار والصخور في حديقة المنزل، وهذا المشهد يسعدني كثيرا، ثم أعيدها للطبيعة.

كما يوفر حمدان للأفاعي وجبات طازجة من الفئران والصيصان والعصافير في فصل الصيف على عكس الشتاء، وذلك وفق احتياجات كل أفعى بناء على حجم الفك لكل نوع، مشيراً إلى أنه وفي الشتاء تحتاج الأفاعي إلى الضوء للتمتع ببعض الدفء.

وتابع: "أعمل في بيع الأسماك وطيور الزينة، من المنزل، كما أخرج كل أسبوع مرة للمناطق البرية لصيد الأفاعي، أو بشكل مفاجئ عن طريق إبلاغي بوجود أفعى لدى أحد الأشخاص.

يطالب حمدان بضرورة التوقف عن قتل جميع أنواع الأفاعي، مثل نوع "العربيد" غير السام، ولكن هناك أنواع من الأفاعي التي يجب أن يعرف الناس خطورتها لكونها قاتلة، حيث دائماً يحذر الناس منها ويدعوهم لتجنب سمها القاتل، فهي منتشرة في كل مدن فلسطين، وفي قطاع غزة تنتشر في المناطق الشرقية والوسطى والمناطق الجنوبية، أما الأفعى الحمراء فتوصف بخفيفة السمية فلدغتها كلدغة الدبور.

ويصيد حمدان الأفاعي غير السامة بيديه، أما السامة فيستخدم العصا الخاصة بصيدها أو أي أداة أخرى تسهّل المهمة عليه.


فوائد الأفاعي

تستخدم سموم الافاعي في صناعة أنواع من الأدوية والمراهم الطبية، وهو ما ذُكر ايضاً في كتب الطب الشعبي، كما أن أثواب الأفعى تستعمل في صنع أنواع من العلاجات الشعبية، حيث يقال أنها تستخدم لعلاج الثواليل، ومنهم من يستخدمها لصنع دواء لعلاج العقم، ولعلاج الصدفية وما شابه، مع ضرورة التمييز بين الخرافات والمنطق. والأفاعي تقتل الفئران والجرذان الكبيرة المؤذية للإنسان والمزروعات، وإذا قمنا بقتل الأفاعي بشكل عشوائي سنعاني فيما بعد من انتشار هذه الحيوانات، وبالتالي انتشار الأمراض كالطاعون وغيرها من الأمراض.

وفي فلسطين ما نسبته 80% من النوع غير السام، وأنواع الأفاعي السامة هي عشرة أنواع في فلسطين بالإضافة إلى أفعى الشجرة الخضراء، وهناك 45 نوعا غير سام، ومن أخطر الأفاعي في فلسطين "أفعى فلسطين السامة" والتي لا تخلو من أي كيلومتر مربع في فلسطين، وأكثر أنواع الأفاعي انتشارا في الضفة الغربية (أفعى الجبل الفلسطيني)، وتمتاز بشدة سميتها.

 

التوثيق الرقمي على شبكات التواصل الاجتماعي

يوضح حمدان: "في بداية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، شعرت ببعض التردد جراء ردة الفعل التي تنفر من كل عمل أو ممارسة غير مألوفة، ولكن سرعان ما تشكل لدي قاعدة من المعجبين والهواة للحياة البرية، كما تعرفت على مختلف أنواع الأفاعي الموجودة في فلسطين من خلال التواصل مع المهتمين في هذا المجال، وبذلك كان لمواقع التواصل الاجتماعي وتوثيق جولاتي البرية بالصوت والصورة الأثر الأكبر في خلق بيئة تواصل لعشاق الطبيعة في فلسطين.

ويتمنى حمدان أن يدير محمية طبيعية تضم جميع أنواع الزواحف والطيور والحيوانات في فلسطين، بحيث تعلّم الزوار طرق التعامل مع هذه الحيوانات وسبل الوقاية منها ورعايتها. (وطن) 

المصدر